








وقد قام بالتقاط هذه الصور سرا أحد أفراد الوحدات الخاصة الزوندركوماندو وتم تهريبها على أيدي المنظمة السرية الدولية التي كانت تعمل في المعسكر.


نظارات بلوما فالاخ من سكان لوج، والتي سلمتها خلال حملة الانتقاء التي جرت في بيركناو إلى ابنتها تولا التي احتفظت بها في جيب فستانها. وقد تم إبادة بلوما في غرف الغاز، فيما استطاعت ابننتها الاحتفاظ بالنظارات حتى التحرير مربوطة بجسمها كتذكار أخير من والدتها.
Yad Vashem Artifacts Collection. Gift of Tola (Walach) Melzer, Haifa, Israel
جميع الحقوق محفوظة © 2017 ياد فاشيم


حقيبة السفر التي حملتها حانا بنتا عند ترحيلها إلى معسكر آوشفيتس. كانت حانا قد ولدت عام 1905 في بلدة لوني التشيكية، وتم ترحيلها إلى تيريزين مع والديها، إيدا وبيجيخ بنتا في 22 فبراير شباط 1942. وفي 15 مايو أيار 1944 تم ترحيلها إلى آوشفيتس حيث تم إبادتها.
Yad Vashem Artifacts Collection. Loaned by Państwowe Muzeum Auschwitz-Birkenau, Oświęcim, Poland
جميع الحقوق محفوظة © 2017 ياد فاشيم

كان معسكر آوشفيتس بيركناو أكبر معسكرات الاعتقال النازية والإبادة المقامة على أرض بولندا وكان يستخدم كموقع عمل ومركز للإبادة الفورية لليهود في آن واحد. وقد تم اختيار آوشفيتس بيركناو ليكون أهم معسكر لتنفيذ مهمة إبادة الشعب اليهودي، حيث أقيمت فيه عدة منشآت للإبادة وحرق جثث الموتى. وكانت عملية الإبادة تتم بواسطة غاز تسكلون ب الذي كان قد جرب من قبل على الأسرى الروس. وفي اكتوبر 1941 أقيم على مسافة 3 كيلومترات من آوشفيتس معسكر آخر هو معسكر بيركناو (آوشفيتس 2). وبدأت عملية الإبادة في المعسكر الجديد في شهر مارس آذار من عام 1942، حيث أنشئت فيه 4 غرف غاز استخدم فيها غاز التسكلون ب. وقد أصبح المعسكر بحلول نوفمبر تشرين الثاني 1944 "مصنعا" للقتل الجماعي، حيث قصدته الشحنات البشرية من جميع انحاء أوروبا والتي كان معظم من تحويهم هم يهود تم إدخالهم إلى غرف الغاز فور وصولهم باستثناء نسبة صغيرة منهم تعرضوا لعملية فرز تم بعدها توجيههم للقيام بأعمال مختلفة في المعسكر نفسه وفي مصانع لإنتاج الذخائر كانت تعمل في معسكرات مجاورة، أو إخضاعهم للتجارب "الطبية" التي كان يقوم بها يوزيف منغلي وفريقه. وفي ربيع وصيف العام 1944 زادت وتيرة الإبادة حين اقتيد يهود هنغاريا ويهود غيتو لوج ببولندا إلى المعسكر.
كانت عملية الفرز والقتل متقنة التخطيط والتنفيذ، فحين توقف القطار عند الرصيف، قام سجناء قدامى باستقبال اليهود فجمعت أمتعتهم في عدة تخشيبات كانت تقع في منطقة أطلق عليها "كندا"، ثم تم تنظيم المعتقلين في صفين، أحدهما للرجال والفتيان والآخر للنساء والأطفال، وقام طبيب من رجال الإس إس بتنفيذ عملية الفرز حيث كان يفرز المعتقلين بحسب منظرهم، وهكذا تقرر مصيرهم بصورة عشوائية بين الموت والأعمال القسرية. وقبل دخولهم غرف الغاز أُمروا بنزع ثيابهم فاعتقدوا أنهم سيخضعون لعملية تطهير، ولكن الأبواب أقفلت عليهم فبدأ بث الغاز داخل الغرف. وبعد موتهم خلعت من أفواههم الأسنان الذهبية فيما قص شعر النساء. أما الجثث فنقلت إلى الأفران لحرقها، ومن ثم كانت العظام تطحن ليتم بعثرة الرماد في الحقول. وكانت تنظم خلال اليوم الواحد عدة طوابير جرى من خلالها إعادة فرز المعتقلين ليتم انتزاع الضعفاء والمرضى من الصفوف التي كانوا يقفون فيها وإرسالهم إلى غرف الغاز. وكان النظام الذي يسير عليه المعسكر قاسيا يعتمد على العقاب والتعذيب، حيث لم تتمكن سوى قلة من الناس من البقاء على قيد الحياة. وقد تم في آوشفيتس بيركناو قتل ما يزيد عن مليون ومائة ألف يهودي و70 ألف بولندي و25 ألف غجري وما يقارب الـ15 ألف من أسرى الحرب السوفييت بالإضافة إلى أبناء بلدان أخرى مختلفة.