














بندقية "ماوزر" تم العثور عليها لدى هدم مبنى في شارع غاوشا بمحيط غيتو وارسو
Yad Vashem Artifacts Collection. Donated by Muzeum Wojska Polskiego, Warsaw, Poland
جميع الحقوق محفوظة © 2017 ياد فاشيم


ولدت زوشا زايتشك (ياعيل روزنر) عام 1939. وفي أحد أقبية غيتو وارسو كانت زوشا تلعب بالدمية زوزيا التي صنعتها لها أمها ناتاليا زايتشك. وقد جرحت الأم التي كانت تقوم بتهريب الأطفال من الغيتو، فبعثت بأحد الفتيان إلى القبو كي يخبرها بأن عليها الانضمام إليه، ثم أدخلها في كيس للفحم وحملها على ظهره. وحين كانا خارج الغيتو تذكرت زوشا أن دميتها زوزيا بقيت في القبو، وراحت تبكي وتطالبه بالعودة إلى الغيتو، لأنه "لا يمكن أن تهجر أم ابنتها...". وفعلا عادا إلى الغيتو ليخرجا منه مرة أخرى، وبصحبة الدمية هذه المرة.
Yad Vashem Artifacts Collection. Loaned by Yael Rosner (Zosia Zajczyk), Jerusalem, Israel
جميع الحقوق محفوظة © 2017 ياد فاشيم


يعتبر أرشيف "عونغ شابات" (متعة السبت) أهم مجموعة للمواد الموثِّقة للهولوكوست. وقد جمع مواده بعض اليهود في غيتو مدينة وارسو والجوار. والمواد من تأليف الضحايا أنفسهم، حيث تم تأليفها خلال وقوع الأحداث، فيما كان الضحايا يعيشون فظائع الهولوكوست.
Loaned by Żydowski Instytut Historyczny Instytut Naukowo-Badawczy, Warsaw, Poland
جميع الحقوق محفوظة © 2017 ياد فاشيم

كان أكبر غيتو تم إنشاؤه في أوروبا هو غيتو وارسو، ويصلح مجرى الأمور فيه أنموذجا عاما للأحداث التي أدركت اليهود البولنديين بعد صدور الأوامر بإعمال "الحل النهائي"، رغم أن الجزئيات حولت كل غيتو إلى حالة متميزة. ففي أواخر العام 1941 والنصف الأول من عام 1942 تم تصعيد حملات الإرهاب والترهيب المنفذة ضد اليهود في غيتو وارسو، بحيث تم إعدام اليهود الذين اتهموا بتهريب الطعام أسوة بالذين اشتبه فيهم النازيون بالانتماء إلى المقاومة السرية. وكانت تلك الحملات تستهدف تهدئة أجواء الغيتو تمهيدا لحملات الترحيل الجماعي. وفي الثاني والعشرين من يوليو تموز عام 1942 أعلن عن قرب إجلاء يهود وارسو، مما تسبب في اضطراب أجواء الغيتو حيث حاول الكثيرون الحصول على إذونات بالعمل تفاديا لترحيلهم ضمن الحملة المرتقبة. وصدرت الأوامر إلى المجلس اليهودي بمساعدة الألمان على جمع حصة يومية من المرحّلين بلغت 9000 شخص, ولكن رئيس المجلس المذكور وكان يدعى آدم تشرنياكوف رفض الانصايع لذلك المطلب، مؤثرا الانتحار. واستمرت عمليات الترحيل حتى الثاني عشر من سبتمبر أيلول من عام 1942 حيث أرسل نحو 265 ألفا من اليهود إلى معسكر تربلينكا. وكانت مساحة الغيتو قد تم تقليصها في تلك الحقبة، حيث لم يسمح بالسكن فيها إلا لليهود من حمَلة تصاريح العمل. وعليه فلم يتبق من يهود الغيتو سوى 60 ألف يهودي، كان بعضهم يقطنونه بصفة "غير شرعية". وفي تشرين الأول من العام ذاته تم تأسيس "منظمة القتال اليهودي"(ZOB) بشكل رسمي. وعند استئناف عمليات الترحيل في 18 من كانون الثاني يناير من عام 1943، اشتبكت الZOB مع النازيين، ما أسفر عن وقف عمليات الترحيل. وبدأ تمرّد غيتو وارسو في 19 من نيسان إبريل 1943، حين تحرك الألمان لتصفية الغيتو بأكمله. ورغم التفوق الساحق الذي كانت القوات الألمانية تتمتع به، تمكن المقاتلون اليهود من إشغالهم بكل بسالة في معارك استمرت زهاء ثلاثة أسابيع. ومن أجل دحر المقاتلين اليهود أقدم الألمان على حرق منطقة الغيتو برمتها. وأصبح تمرّد غيتو وارسو رمزا لمقاومة اليهود للنازيين.