• Menu

  • زيارة ياد فاشيم

  • اللغات

  • سهولة الوصول
زيارة ياد فاشيم

الدوام:
الأحد-الخميس: 9:00-17:00
الجمعة وعشية الأعياد: 9:00-14:00
تغلق مؤسسة "ياد فاشيم" أبوابها أيام السبت وجميع الأعياد اليهودية

تعليمات الوصول:

من خطاب هملر أمام ضباط كبار من الإس. إس في بوزنان – 4 اكتوبر 1943

إجلاء اليهود ... أريد بكل صراحة أن أثير أمامكم قضية صعبة للغاية. سنتحدث عن ذلك فيما بيننا هذه المرة بمنتهى الصراحة .. ولكننا لم نبحث ذلك علانية أبداً. ومثلما اننا لم نتردد في 30 يونيو 1934 في القيام بواجبنا ( إن المقصود من ذلك هو ما يسمى ب" ليلة السكاكين الطويلة" أي اغتيال الزعيم النازي روم Rohm وزعماء وحدات الإس. أي. SA) في وضع زملائنا الذين زلت أقدامهم أمام الحائط وإعدامهم بالرصاص, فإننا لم نتحدث عن ذلك آنذاك وهذا ما سنفعله في المستقبل. وكان ذلك, الحمد لله, تعبيرا عن اللباقة التي نتّصف بها, فمن الواضح لنا تماماً أننا لم نتحدث عن ذلك, إما فيما بيننا, أو في أي مناسبة أخرى.

لقد هزّ ذلك الأمر كل واحد منا, ومع ذلك فانه كان من الواضح لكل واحد منا بأنه سيعيد هذه الفعلة في المستقبل, عندما يتلقى أمراً بذلك وعندما سيكون الأمر ضرورياً. اننا أقصد الآن إجلاء اليهود, إبادة الشعب اليهودي. فذلك يخص تلك الأمور التي تقال بسهولة. "ستتم إبادة الشعب اليهودي" – يقول كل عضو في الحزب – "وهذا أمر واضح ومكتوب في برنامجنا, أي إزالة اليهود, الإبادة, وهذا ما نفعله". وعندها نجابه الجميع, أي 80 مليون ألماني يقولون إن لكل واحد منهم يهوديه المستقيم. ومن الواضح أن البقية هم خنازير, ولكن نفس اليهودي التابع لكل واحد منهم ممتاز. ولكن أحداً من بين أولئك الذين يتحدثون هكذا لم يشاهد بأم عينيه مثل هذا المنظر ولم يمر بمثل هذه التجربة. ومعظمكم تعرفون ما هو المعنى الحقيقي من إلقاء 100 جثة أو خمسمائة أو ألف جثة معاً. يجب علينا أن نصمد بوجه ذلك, ومع ذلك أن نظل مستقيمين – ما عدا أقلية ضئيلة شاذة ترضخ للضعف الإنساني. وهذا هو الشيء الذي كان يشد أزرنا ويجعلنا أقوياء. هذه لصفحة عظيمة في تاريخنا, لم تُسجل ولن تُسجل إلى الأبد. وكلنا نعرف ما هي الصعوبات التي كنا سنضعها أمام أنفسنا لو أننا أبقينا خلال أوقات القصف وتحمّل الأعباء والضائقة التي تنطوي عليها الحرب, لو أننا أبقينا في كل مدينة يهوداً يقومون بالتخريب وببث الدعاية والتحريض بالخفاء. وكلنا سنصل, في مثل هذه الحالة, إلى المرحلة التي مررنا بها عاميْ 1916-1917 حيث كان اليهود موجودين آنذاك في قلب الأمة الألمانية. لقد سلبناهم ما كانوا يملكونه من ثروات. وقد أصدرت أمراً واضحاً بنقل كل هذه الممتلكات إلى الرايخ, بدون إستثناء, وقد أدخل الإس. إس أوببرغروبنفيهرير بول ( Pohl) هذا الأمر إلى حيز التنفيذ.

ونحن لم نأخذ شيئاً لأنفسنا من كل هذه الممتلكات. إن الأفراد القلائل الذين زلت أقدامهم وسوّلت نفسهم لهم بنهب بعض الممتلكات, سيعاقبون طبقاً للأمر الذي أصدرته في البداية والذي جاء فيه: "إنّ كل من يأخذ من ذلك ولو ماركاً واحداً – فسيكون الموت عقابه". وفشل في ذلك عدد معين من رجال الإس. إس – وهم ليسوا كثيرين, وسيُعدمون بلا رحمة. ولدينا الحق من الناحية الاخلاقية والواجب تجاه شعبنا بالقضاء على الشعب الذي أراد تصفيتنا. ولكنه ليس لدينا الحق في إثراء أنفسنا ولو بفروة واحدة, بساعة واحدة, بمارك واحد أو بسيجارة واحدة. وبما أننا نقوم بإبادة جرثومة, فإننا لا نريد بالتالي أن نصاب بالمرض جراء هذه الجرثومة ونموت. أنا لن أوافق أبداً على أن تتكوّن أو تستقر هنا حتى بقعة صغيرة للغاية من الفساد, وفي كل مكان ستتكون فيه مثل هذه البقعة فسنقضي عليها معاً. ولكنه يحق لنا أن نقول, بصورة عامة, اننا نقوم بهذا الواجب الصعب انطلاقاً من محبتنا تجاه شعبنا, وإن أي أضرار لم تلحق ببواطن أنفسنا, بأرواحنا وبصفاتنا ...

من:

Documents On The Holocaust, edited by: Yitzhak Arad, Yisrael Gutman, Abraham Margaliot, Yad Vashem, Pergamon Press, 1981, pp. 344-345

جميع الحقوق محفوظة © 2017 ياد فاشيم